"انفوجرافيك خاص"..ماذا تعرف عن المراكز الصيفية ؟

زيارة وزير الشباب والرياضة نايف البكري إلى ليبيا..(انفوجرافيك خاص)

( انفوجرافيك خاص)..استعداد حكومي لإقامة المراكز الصيفية في المحافظات المحررة









أراء ومقالات

السبت - 14 ديسمبر 2024 - الساعة 05:58 م بتوقيت اليمن ،،،

صحيفة 17يوايو/ كتب/محمد يحيى الفقيه

زيارة نائب رئيس المؤتمر أحمد علي عبدالله صالح إلى القاهرة حملت في تفاصيلها أبعادًا إنسانية وسياسية عميقة، لكنها كشفت عن جانب آخر لا يقل أهمية: لقاءاته بالمواطنين اليمنيين المقيمين في القاهرة، أولئك الذين جمعهم شتات الوطن وفرّقتهم المآسي، فوجدوا في شخص أحمد علي رمزًا لوطنٍ يفتح ذراعيه للجميع، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات التي طغت على المشهد اليمني.

في هذه اللقاءات، اجتمع اليمنيون من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، ومن مواطنين عاديين فارّين من جحيم مليشيات الحوثي، إلى شخصيات وطنية وسياسية تمثل مختلف توجهات اليمن. كان المشهد، بكل تناقضاته، تجسيدًا حيًا لما يمكن أن يكون عليه اليمن إذا تخلص من براثن الصراع: وطنٌ يسع الجميع، دون إقصاء أو تمييز.

رمزية اللقاءات ودلالاتها

لقاء أحمد علي عبدالله صالح بالمواطنين اليمنيين في القاهرة كان أكثر من مجرد لقاء تقليدي، بل كان محطة استثنائية حملت رسائل عديدة:
1. الاحتواء والتواصل:
هذه اللقاءات أكدت أن أحمد علي يُدرك جيدًا أهمية التواصل مع كافة اليمنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الاجتماعية. كان اللقاء بمثابة رسالة واضحة أن اليمن، برغم اختلافاته، يجب أن يبقى وطنًا للجميع، وأن القيادة الحقيقية هي التي تسعى لتوحيد الصفوف، لا لتفريقها.
2. تذكير بالوطن المفقود:
بالنسبة للمواطنين اليمنيين العاديين، الذين يعيشون في القاهرة هربًا من جحيم الحرب والانقلاب، كان اللقاء فرصة لاستعادة صورة الوطن الذي يفتقدونه. وطنٌ كانوا فيه مواطنين لا لاجئين، وفيه قيادات تسعى لخدمتهم لا لإذلالهم.
3. رسالة أمل في وجه المحنة:
أحمد علي عبدالله صالح بمثابة رمزٍ لأملٍ جديد، يعيد إلى اليمنيين شعورهم بأن هناك من لا يزال يحمل همومهم، ويستمع إلى معاناتهم، ويسعى لإعادة الاعتبار لوطنهم الذي مزقته الحرب.

اللقاء مع الشتات اليمني: رسالة الوحدة الوطنية

ما ميّز هذه اللقاءات هو تنوع الحاضرين. لقد جمع اللقاء بين أطياف سياسية متعددة، من المؤيدين والمعارضين، وبين يمنيين من شمال الوطن وجنوبه، ومن كافة الخلفيات الاجتماعية والثقافية. في لحظة عابرة، تبددت الخلافات، وحضر صوت الوطن الذي يعلو فوق كل الانتماءات.

كان أحمد علي في تلك اللحظات صدى لصوت والده، الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، الذي طالما سعى إلى جمع اليمنيين على طاولة واحدة، وحذر من الفتن التي مزقت الوطن.

دور القاهرة كحاضنة للشتات اليمني

القاهرة، بمكانتها التاريخية والثقافية، كانت وما تزال بيتًا لكل يمني ضاقت به السبل. اللقاءات التي شهدتها هذه الزيارة أكدت أن مصر ليست مجرد مكان للقاء، بل هي شريكٌ في حلم إعادة بناء اليمن.

اليمنيون في القاهرة ليسوا مجرد لاجئين، بل هم نواة لمستقبل وطن، يحملون معهم حكايات الألم والأمل. وجود أحمد علي بينهم أعاد لهم شعور الانتماء والارتباط بوطنهم، مهما بعدت المسافات.

ختامًا: أمل يتجدد في روح اليمنيين

لقاء أحمد علي عبدالله صالح بالمواطنين اليمنيين في القاهرة، من كافة الأطياف والشرائح، كان أكثر من مجرد مناسبة اجتماعية. كان دعوة صريحة لإعادة التفكير في مستقبل اليمن، وإعادة بناء جسور الثقة بين أبنائه.

في زمنٍ عصفت فيه الانقسامات بكل شيء، أظهر هذا اللقاء أن اليمنيين، رغم كل شيء، ما زالوا قادرين على الاجتماع تحت مظلة واحدة، وأن الأمل في بناء وطنٍ جديدٍ لا يزال حيًا.

نائب رئيس المؤتمر أحمد علي، بحضوره واحتوائه، أعاد لليمنيين في القاهرة شيئًا من ذلك الحلم الذي فقدوه في زحمة الحرب: حلم بوطنٍ يسوده السلام، وطنٍ يسع الجميع، وطنٍ لا مكان فيه للمليشيات والانقسامات.

إنها رسالة بأن اليمن، مهما اشتدت جراحه، سيظل حيًا بأبنائه، وسينهض يومًا ليجمع كل من فرّقته الحرب .
حفظك الله في حلك وترحالك .