كتابات وآراء


الجمعة - 21 فبراير 2025 - الساعة 01:01 ص

كُتب بواسطة : محمد حيدرة - ارشيف الكاتب


في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المواطن يعاني العديد من الناس من صعوبات في تأمين احتياجاتهم الأساسية سواء كانت مالية، صحية أو تعليمية.

وفي الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع إلى التكافل والتعاون، نجد أن البعض يفضل الترقب لأخطاء الآخرين وافتعال المشاكل، سواء عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي.

مواقع التواصل أصبحت ساحة مفتوحة للتعبير عن الآراء، لكنها تحولت إلى ساحات لتبادل الاتهامات والتشهير وتوجيه الانتقادات الهدامة.

هناك من يسعى للظهور على حساب الآخرين، حتى ولو كان ذلك عن طريق استغلال لحظات الضعف أو الأخطاء التي يرتكبها البعض وكأن البعض يظن أن التعرض للآخرين بالنقد أو اللوم سيعزز من مكانتهم أو يعوضهم عن مشاعر الإحباط التي يشعرون بها في حياتهم.

الرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته"، تذكيرًا قاسيًا بأن تتبع أخطاء الآخرين ليس فقط غير أخلاقي، بل يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستوى الشخصي والمجتمعي.

إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يعلم خفايا الأمور، وليس من واجبنا أو حقنا التلصص على أخطاء الآخرين أو نشرها بل ينبغي لنا أن نكون أكثر رفقًا ورحمة.

من هنا يبدو أن هناك حاجة ماسة لوقف هذا الاستغلال غير المبرر، والعودة إلى الوعي بأهمية استخدام هذه المنصات بشكل إيجابي. بدلاً من التربص بأخطاء الآخرين، يجب أن يكون الهدف هو مساعدة بعضنا البعض وإيصال الرسائل البناءة التي تساهم في تحسين حال المجتمع بشكل عام.

الحياة ليست خالية من الأخطاء، والجميع معرض للزلل، سواء في قراراتهم أو أفعالهم. لكن ما يميز الإنسان هو طريقة تعامله مع أخطاء الآخرين. في عالم تتداخل فيه الآراء على منصات التواصل، يجب أن يكون لدينا الوعي الكافي لاستخدام هذه المنصات بما يعود بالنفع على الجميع بدلًا من أن تصبح هذه المساحات ساحة للتشفي، يمكن أن تتحول إلى أدوات لتعزيز التضامن وبث رسائل المحبة والنقد البناء.

وبالتالي، "دعوا الخلق للخالق" هو تذكير لنا جميعًا بأننا جميعاً معرضون للخطأ، وأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتقنا في كيفية التفاعل مع هذه الأخطاء. فالعالم بحاجة إلى المزيد من الرحمة والتسامح، بعيدًا عن التصيد والتشهير.