الخميس - 19 سبتمبر 2024 - الساعة 08:47 م
(( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )).
"أنتصف الطريق في رحلة العمر"
يُقال أنني أتممت عامي التاسع والعشرون وأنني أسير على دربِ الربع قرن من عمري الذي يعتقد الجميع انها أولى مراحل الشباب الحقيقية عكس مرحلة العشرينيات المراهقة! لكنّني لا أظن ذلك! بالعكس اشعر وكأنني بلغت مِن العُمر ما بَلغت وأنني قد عانقني العجز المبكر فما تعلّمته في تلك السنة تحديداً كان له اثرا بالغاً في تغيير حياتي رأساً على عقب.
تمنيت الكثير ولم احصل عليه وحصلت على كثيراً لم أكن اتوقعه لكنني ما زلت مُمتن لكل شيء ما زالت روحي تشتاق للقادم وقلبي يحب الواقع وعيني تدمع لما مضى.. البلاء كان صعبا والطريق ما زال طويلاً..
لم يكُن يخفف أيامي إلا دعوات امي تلك المرأة القوية المتحدية لكل الصعاب هي من صنعت هذا الشخص القوي وزرعت فيه كل خصله جميلة امرأة وهبها الله من الحكمة ما يزن بلد بأكمله اسأل الله أن يحفظها لنا.
عام مضى تغيرت فيه كثيراً وحدثت خلاله أحداث كثيرة غيرت نظرتي للحياة تماما فـ مع اقترابك من العقد الثالث تشعر بأنك ما زلت صغيراً في العشرينيات من العمر وما بين أنك بلغت العقد المؤدي الى النضج لم تعد تحزنك الاشياء الصغيرة التافهة التي كنت تحزن كثيرا إن لم تحدث ولم تعد لديك الرغبة في خوض معارك جديدة أو تكوين علاقات جديدة أصبحت مكتفياً بعائلتك وأهلك ومن هم معك في رحلة الحياة من الاصدقاء الأوفياء وفقط.
مرّ العمر سريعاً وها أنا بعد تسعة وعشرين عاما أُطفئ شمعة في يوم ذكرى ميلادي أعدّتها لي امرأةٌ تحبني وأحبّها أخبّئ اسمها في ذاكرتي المثقوبة كي لا يتسرب إليها النسيان يوماً ما فهي ضدّه في كل شيء، فلم تكن يوما حدثا عابرا ولن تكون.
أرجو من الله عاما جديداً مليئاً بلطفه وكرمه وستره وعافيته وتوفيقه وسداده وأن يغفر لي زلاتي وتقصيري وغفواتي وأن يجرني إليه وأن يحفظ لي ابي وامي وزوجتي وبناتي وأن يبارك فيهم ويتم عليهم عافيته اللهم اني اسألك الرضا كأنني ملكت كلَّ الذي تمنيت وارزقني الفرح كأنني لم أحزن أبدًا .
"إنما العمر أيام تغدو ويبقى الأثر"
✍️: 18/09/2024م
صورة تجمعني بـ أميرات قلبي تالين وسارة من جبل صبر محافظة تعز
