الإثنين - 11 نوفمبر 2024 - الساعة 10:17 م
تابعت خلال الأسابيع القليلة الماضية ردود الأفعال المتباينة حول إعلان الاتحاد العام لكرة القدم فتح باب الترشح وإجراء الانتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد، وحالة التجاذبات التي أعقبتها ما بين (مؤيد ومعارض)، و (ناصر ومتحفظ)، و (مدافع ومتخاذل)، و (مبالغ في طرحه ومعتدل)، وما رافق ذلك عقب الإعلان عن أسماء من تم قبول ترشحهم، وخلصت أن من أرادوا تغيير العيسي ليسوا إلا "مهرجين"، وأن أمانيهم لم تكن إلا وهمًا ذهبَ مع أول انبلاج لضوء "الإعلان".
كان بمقدور منتقدي اتحاد القدم وخصوصًا رئيسه الشيخ أحمد صالح العيسي انتهاز الفرصة والقبض على ما هو ممكن لإزاحته من مكانه، ومنعه من الجلوس على كرسي الرئاسة مرة ثانية، لكنهم أثبتوا أنهم مجرد أصوات "فارغة"، وعويل "كاذب" يشبه تمامًا عويل النائحة المستأجرة عن الثكلى المكلومة، أما لماذا، وكيف؟
تابعوا..
منذ آخر انتخابات لاتحاد القدم قبل (12) عامًا ظل "العيسي" تحديدًا في مرمى الانتقادات ومع كل إخفاق تنصب له المشانق، دون البحث عن الأمور "الموضوعية" التي تحول دون تحقيق الإنجازات، إذ إن تطور كرة القدم في أي بلاد مرهون بعدة عوامل تبدأ بالاهتمام من رأس هرم الدولة وتطوّر الأندية الرياضية والبنى التحتية وإيجاد مدارس خاصة بالنشء واستقلالية الهيئات الرياضية وانتظام المسابقات، وغيرها كثير، لكن ! وبدلًا من اغتنام المساحة لتغيير من اعتقدوا أنه سبب خراب كرة القدم، ظهروا أمامه بأقدام كسيحة وأحسنهم من كان يمشي بـ "عكاز".
حتى "والعيسي" يحافظ على بقاء كرة القدم اليمنية وحضورها في مختلف المسابقات العربية والآسيوية خلال السنوات الـ (12) الأخيرة، إذ سعى بكل الحرص وبكثير من الجهد على تقديم اسم البلد ومصلحته، باعتبارها أي "كرة القدم" مساحة حب ولقاء لكافة اليمنيين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم في بلد مزقته الحرب، وطال ترف الفجيعة فيه كل مكان، بل وتحقيق العديد من النجاحات على مستوى الفئات السنية تحديدًا، إلا أنه ظل محل اتهامات وحروب لا "حصر" لها ومعارك لا "طائل" منها.
وعندما حانت الفرصة أمامهم لتغييره والانتصار لما أسموه "الدفاع" عن سمعة كرة القدم اليمنية، التي مرّغها العيسي في التراب حسب وصفهم، تلاشوا واندثروا ولم يبقَ لأحدهم أثر غير العويل والنواح، الذي سيبلغ مداه كما هو متوقع نهاية الشهر الجاري، حين يتوّج العيسي على رأس هرم كرة القدم مجددًا، وحينها ستذوب كل جبال الزيف وتتلاشى، ولن تبقى إلا شمس الحقيقة؛ لأن الأمور ببساطة تسير دائمًا نحو الأعلى وتزحف إلى الأمام، بعيدًا عن أحلام من يسوّقون الكذب وينافحون عنه.
يحسب للعيسي، أنه بقي ثابتًا أمام أعاصير الزيف والضلال، شامخًا في وجه دعاة الزّور والبهتان، عفيفًا شريفًا في زمن غالبيته لصوص في لصوص، وطنيًا حمل (هم) وأسم اليمن رغم صنوف الخذلان، لا يحمل إلا "عصاه" مقابل أنيابهم الملوثة بالكثير من الحقد والكراهية، كان يحصّن نفسه منهم بطيبته مقابل خبثهم، وبجمال روحه مقابل قبحهم، يلتمس لهم العذر رغم طبيعتهم السوداوية تجاهه، شعاره "ولا تكن للخائنين خصيمًا".
ستبقى (عصا العيسي) غليظة تأبى الكسر وترفض الانحناء، فمن اعتاد أن يمشي في مقدمة الصفوف، يرفض السير خلفها، ومن عاش في النهار، تعزّ عليه حياة خفافيش الظلام .. وكفى.