اخبار وتقارير

الثلاثاء - 13 أكتوبر 2020 - الساعة 08:20 م بتوقيت اليمن ،،،

صحيفة ١٧ يوليو / استطلاع خاص

تعد ثورة 14 أكتوبر 1963م محطة تاريخية مهمة في حياة المجتمع اليمني بشكل عام والجنوبي بصفة خاصة، حيث كانت الحامل النضالي والثوري لتحرير الشطر الجنوبي من الوطن من ربق الاحتلال البريطاني الغاصب..
لقد خاض ثوار أكتوبر الأبطال في كل مناطق جنوب الوطن كفاحا نضاليا ضد الاستعمار البريطاني الغاصب، وبعد أربع سنوات مشتعلة من النضال والتضحية انتزع الشعب استقلاله في 30 نوفمبر عام 1967م بطرد آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.
وتزامنا مع الذكرى الـ 57 لقيام ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، التي تحل علينا يوم غدا الأربعاء.. أجرت "١٧ يوليو " هذا الاستطلاع الصحفي عن مكانة الثورة الأكتوبرية لدى أفراد الشعب الجنوبي خاصة واليمني بشكل عام... فإلى التفاصيل..
----------

انتزاع الحرية والاستقلال

يقول الأستاذي الجامعي عمر سيف لـ "١٧ يوليو " إن ثورة 14 أكتوبر المجيدة "جاءت لانتصار وطن وشعب رزح تحت نير الاحتلال البريطاني 129 عاما ومثلت امتدادا للتضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا لفترة طويلة لانتزاع حريته واستقلاله الذي عبر عن ثورة وانتفاضة شعبية سابقة سطرها الآباء والأجداد في مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي".. مؤكدا أنها "لم تكن حدثا عابرا لكنها كانت ثورة تحررية لطرد المحتل البغيض ورفضا للعبودية والظلم والاستبداد وبقاء الاحتلال على أرض الجنوب الطاهرة". وتابع سيف حديثه: "تأتي هذه المناسبة اليوم في ظل التطورات والأحداث الخطيرة والمؤسفة التي يشهدها البلد مما يستدعي من كافة شعبنا اليمني التسلح بالوعي لتجاوز التطورات والأوضاع التي يعيشها الوطن في الوقت الراهن".

للثورة مكانة كبيرة

من جانبه، أكد الإعلامي أحمد ماهر أن لثورة 14 أكتوبر "مكانة كبيرة عند اليمنيين بشكل عام وأبناء جنوب اليمن بشكل خاص".
وأضاف لـ "١٧ يوليو ": "هذا الثورة كانت حربا شرسة وغير متكافئة بين الأطراف، فهناك القوات البريطانية تمتلك أسلحة متطورة والجنود الأحرار الجنوبيون لم يكن لديهم حينها إلا أسلحتهم التقليدية".
وتابع ماهر: "انطلقت الثورة من جبال ردفان بقيادة البطل راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل.
واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية".
واختتم الصحفي أحمد ماهر حديثه قائلا: "ثورة أكتوبر لا تنسى لأن الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية عانوا منها الأمرين، لهذا عند ذكرى 14 أكتوبر نتذكر الملاحم البطولية التي سطرها أجدادنا ونفتخر بها".

مناضل أكتوبري: يجب تكريس مفهوم الثورة لتعميق الولاء الوطني

المناضل عياش أحمد صالح، والذي يعد أحد أبرز ثوار 14 أكتوبر، بدوره تحدث لـ "١٧ يوليو " عن ثورة 14 أكتوبر، معتبرا إياها "ثورة عظيمة"، مؤكدا أن عظمتها تأتي من كونها "استطاعت قهر بريطانيا العظمى وجيشها الذي لا يقهر رغم الإمكانيات البسيطة لشعبنا بفضل بسالة وشجاعة الثوار الأبطال وتضحيات الشهداء الذين تقدمهم الشهيد البطل غالب بن راجح لبوزة..
وأردف عياش: "وتحت الضربات الموجعة التي وجهها ثوار أكتوبر اضطرت قوات الاحتلال البريطاني أن ترحل من جنوب الوطن في 30 من نوفمبر 1967".
واستطرد قائلا: "نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نحتفي ونحتفل بمرور (57) عاماً على قيام ثورة 14 أكتوبر التي قضت على الطغيان الاستعماري البغيض الذي ظل جاثما على الجنوب لما يقارب من 129 عاما.. وعلينا في مثل هذه المناسبات الوطنية أن لا نكتفي بتنظيم الفعاليات والمهرجانات فقط بل نسعى إلى تكريس مفهوم الثورة ومبادئها وأهدافها ومضامينها الإنسانية والتحررية، وتعميق الولاء الوطني وتعزيز روح الانتماء للأرض والإنسان وتعريف الأجيال الجديدة بخلفيات الثورة ودوافعها وضروراتها، واستنباط الدروس والعبر من تاريخ وطن عاش قرونا من الظلم والاستعباد حتى نال حريته".
وترحم المناضل عياش أحمد صالح في ختام حديثه على أرواح رفقاء دربه شهداء ثورة الرابع عشر من أكتوبر..

انخفاض وهج الثورة

الشخصية الاجتماعية هادي عوض اعتبر ثورة 14 أكتوبر "منعطفا مهما في تاريخ اليمن الحديث الذي تخلص فيه الشعب من هيمنة الاحتلال"..
وأوضح في حديثه لـ "١٧ يوليو " أن ثورة أكتوبر جاءت بعد تضحيات أبناء هذا الوطن الذين رووا تربته بدمائهم الطاهرة.
وقال: "كنا نحتفل بهذه المناسبة وكلنا أمل بمستقبل أفضل لهذا الوطن وكان المواطن يأتي طواعية للاحتفال بهذه المناسبة، لكن حاليا ونتيجة للأحداث التي تشهدها الساحة الوطنية لم يعد للثورة ذلك الزخم الكبير.. ولكني على يقين أن اليمن سيخرج منتصرا وستبقى ثورتا سبتمبر وأكتوبر صمام أمان هذا الشعب العظيم".

حدث انفعالي غير مدروس

وفي حديثه لـ"١٧ يوليو "أفاد الشخصية الاجتماعية والهامة الإعلامية العدنية المعروفة الأستاذ عوض بامدهف بأن ثورة 14 أكتوبر "هي مجرد ردة فعل لإجمالي ما كان يعتمل في الساحة العربية من أجواء حافلة بالحماس والتحريض ومحاولة مواكبة كل ما يدور حولها"..
وأضاف : "هي فعل انفعالي وغير مدروس، والدليل على ذلك أن هذا الفعل لم يرتق إلى مستوى الثورات مثل الثورة الجزائرية، لذا كان هذا الفعل عبارة عن زحمة من الانفعالات المتنامية، لذا لم يستطع هذا الفعل احتواء كل أبناء الوطن بمختلف فئاته وألوانه وانتمائه وتناقضاته، بل ظل محصورا في جهة أحادية الجانب مما أوجد تربة خصبة لظهور تناقضات حادة بين أفراد المجتمع"..
وتابع بامدهف في سياق حديثه لـ"١٧ يوليو" : "مارست تلك الجماعة أو الجهة الأحادية الانغلاق والتمرس خلف شعار زائف بأن كل الشعب قومية، والذي أثبتت الأيام عدم مصداقية ذلك مما سهل على تبعثر جهود أبناء الوطن والتشرذم الذي قاد بالمقابل إلى الاحتكام إلى رفع السلاح بين أفراد الوطن الواحد، لينسحب كل ذلك على إجمالي الأحداث المستقبلية، وخير دليل على ذلك إقصاء مجموعة مختارة من أبناء عدن الذين امتلكوا ناصية العلم والثقافة والخبرة العالية من أعمالهم ودون أي تعويض، وتحت ظلال هذه الواقعة غير الإنسانية جرت مياة كثيرة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".


ظروف معقدة


من جانبه، يقول الأكاديمي باسم سلطان: "تحل علينا بعد أيام قليلة الذكرى الـ57 لانطلاق شرارة ثورة 14 أكتوبر المجيدة واليمن يمر بظروف معقدة وصعبة أكثر من أي وقت مضى، وهذا يجعلنا متناسين عظمة هذه الثورة وإنجازاتها.. كيف لا وهي التي حققت الخلاص من الاستعمار البريطاني ووحدت جنوب اليمن في دولة واحدة بعد أن كان عبارة عن دويلات وسلطنات برغم المآخذ والسلبيات التي رافقت تلك الفترة، ولكن رغم هذا تظل هناك محاسن وإنجازات لا يتسع المجال لذكرها".
وأضاف لـ "١٧ يوليو " : "ونحن نحتفل بهذه المناسبة لا أخفيكم أنني أشعر بأن هناك من يسعى إلى محو هذا التاريخ وتاريخ كل النضالات الشريفة والتضحيات الجسيمة لأولئك الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بناء يمن سعيد مزدهر، ولكن هذه يظل حلما لم يتحقق إلى يومنا هذا".
وختم الأستاذ جلال سلطان حديثه لنا قائلاً: "وفي هذه المناسبة التي لها وقع خاص عند كل يمني غيور لا يسعنا إلا أن نترحم على شهداء الثورة اليمنية الأماجد في جنوب الوطن وشماله".


إرادة الشعب


واعتبر الأستاذ وضاح خالد، (تربوي) الاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963م "يعد احتفالا بمنعطف تاريخي هام جسد مضامينه روح الكفاح والنضال ضد الظلم والقهر والاستعباد".
وتابع: "لم يكن حدث 14 أكتوبر عام 1963م مقطوع الصلة بتلك السلسلة الكبيرة والطويلة من الثورات والانتفاضات التي خاضها شعب الجنوب العربي ضد الاحتلال البريطاني منذ اليوم الأول لاحتلال عدن عام 1839م، ومن هنا فإن ما جرى في 14 أكتوبر عام 1963م لم يكن إلا امتداداً وتطوراً لمسيرة كفاحية نضالية عظيمة تواصلت على مدار عقود"..
وأضاف الأستاذ وضاح في سياق حديثه لـ "١٧ يوليو " : "لقد خاض شعب الجنوب العربي مسيرة طويلة من النضال والمقاومة والكفاح وفجر سلسلة طويلة من الثورات والانتفاضات المسلحة ابتغاء تحقيق استقلاله من الاحتلال البريطاني وتوحيد الجنوب العربي الذي كان يئن تحت وطأة التجزئة الاستعمارية.. ليتمكن الشعب الجنوبي في 30 نوفمبر عام 1967م انتزاع تحرره واستقلاله بعد طرد المستعمر البريطاني من أرضه بقوة السلاح والعزيمة الفولاذية".