اخبار وتقارير

السبت - 16 مايو 2020 - الساعة 11:18 م بتوقيت اليمن ،،،

صحيفة ١٧ يوليو / خاص

قال الميليشياوي، قاسم الحمران (ابو كوثر) في تغريدة له على تويتر عن عبدالملك الحوثي: "الرجل ليس واعظا ولا خطيبا مفوها وحسب، هو مبشرا ومنذرا وعلما وهاديا".

واضاف: " على الأمة أن تفهم ، ما بعد هذا البيان من بيان، ومن لم يبادر ويعي ويسمع ، فليعد له مقعدا في النيران".


وتواصل الميليشيا الحوثية المدعومة من ايران، تصدير خطابها الذي يقول بالحق الإلهي الممنوح لها في الحكم، وبأنها الوريث الحصري للنبي محمد صلى الله وعليه وسلم، وللولاية التي خصها، كما تقول المليشيا، لابن عمه الخليفة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، التي تدعي انتسابها الى ذريته.
وتدفع قيادة الميليشيا بالمزيد من الخطاب الذي يكرس في أذهان عناصرها والموالون لها، التعامل معها والنظر اليها من منطلقات تقديسية، الى الحد الذي أدى بالبعض الى وصف عبدالملك الحوثي، بالمبشر والنذير والهادي، وان من يتولى عن رسالته فإن مصيره النيران.

وتخوض أدبيات الميليشيا وفعالياتها الثقافية والفكرية، في محاولات تكريس مفاهيم وتصورات منافية لجوهر الدين الاسلامي، وللرسالة المحمدية التي جاءت رحمة للعالمين، واعلاء لقيم المساواة بين بين بني البشر على اختلاف اعراقهم والوانهم.

ويقول "سام الغباري" مؤلف كتاب القبيلة الهاشمية أن هذه المقامرة الخطرة من الهاشمية الفارسية في اليمن تُلقي بظلالها وضلالها على موجة كبيرة من الشباب اليمنيين الذين باتوا على يقين أن ممارسات الحوثي هي ممارسات مشابهة لما كان رسول الله يفعله في زمنه، وهذا أمر خطير للغاية يدفعهم إلى الإلحاد بالله وملائكته وكتبه ورسله
ويؤكد الغباري أن مقاومة المستنيرين لمزاعم الهاشمية المتألهة وجنونها العنصري المستعر هو دفاع بالضرورة عن الدين الاسلامي وحقيقته الطيبة وسماحته وعظمته
مؤكدًا أن مثل هذه القرائن اجتمعت في السابق مع أول غزو فارسي - هاشمي على اليمن من "يحيى حسين الطباطبائي" الشهير بـ الهادي، والذي إدعى أنه نسخة مكررة عن النبوة المطهرة، فهدم آلاف الاثار اليمنية وقتل عشرات الالاف من اليمنيين الذين قاوموه باستبسال حتى حوصر في اقاصي صعدة ، وكان قد استولى على صنعاء ثم طرد منها .

واعتبر مراقبون هذا الخطاب، "محاولة بائسة من الميليشيا لتسويق فكرة الوراثة الدينية، ومحاولة إقناع بسطاء الناس بأن نصوصاً فقهية تؤكد حقهم في الحكم، والترويج لعبد الملك الحوثي كوريث حصري للرسول صلى الله عليه وسلّم".

وتتجلى بشكل فاضح مظاهر التبجيل التي تمنحها الميليشيا لزعيمها الحوثي، "في مختلف أنشطتها وفعالياتها، ومن خلال فقرات إنشادية وخطابات وتغريدات تتحدث عن" عبدالملك" باعتباره ابنا حفيدا للنبي، ما يشي بأحقية الحفيد في الاستيلاء على تركة الجد في الولاية الدينية والحاكمية".

وحذر باحثون ودارسون من خطورة هذا التسويق الفكري الذي تمارسه المليشيا الحوثية.
وقال : " إن الميليشيا بهذا التسويق تساهم في ديمومة الصراع وترسيخ جذوره وتحويله إلى صراع مذهبي تكتوي بنيرانه الأسر اليمنية، في كل قرية وكل محافظة، حيث تحاول توسيع قاعدة الموالين تحت تهديد السلاح والتضليل الفكري وتورية الحقيقة القاتمة بالشعارات الوطنية والدينية".

وقال الباحث زيد جابر: "إن الأفكار الحوثية المتلبسة باسم الدين، والتي تزعم أن الله جل جلاله اصطفى سلالة وجعل فيها الحكم والعلم وأمر الأمة بطاعتها، وأن الحوثي وارث النبوة، تمثل تشويها للرسالة الاسلامية ولنبي المساواة الذي أرسله الله رحمة للعالمين وليس لتأسيس ملك أسري."
وأضاف في أحاديث صحفية: "هذه الأفكار بكل تأكيد لا تمثل جوهر الإسلام ولا تعبر عنه، لكن البعض لا يستطيع إدراك ذلك ومع وجود من يحاول تأصيل بعض الأفكار العنصرية حتى من خصوم الحوثي، فإن ذلك دفع بعض الشباب والأتباع للإلحاد ورفض الإسلام كما يقدمه هؤلاء."