كتابات وآراء


الأحد - 23 أغسطس 2020 - الساعة 08:36 م

كُتب بواسطة : نسيم البعيثي - ارشيف الكاتب


تظهر بجلاء انتصارت جهود الاسناد الشعبي للمعركة الذائدة عن  المصير الجمهوري ومشروع الدولة الاتحادية التي أجمع عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني.
ومن يقول بغير الانتصار للجمهورية ومشروع اليمن الاتحادي، فإنه يتوهم أن تكون هناك بقية من وطن أو دولة.. يقول ذلك الابطال من قوات الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل الذين يسطرون ملاحم الانتصارات العظيمة في جبهات مأرب وصنعاء والجوف وصعدة والبيضاء، باسناد كبير من طيران التحالف العربي، ودون ان يأبه الأبطال الى ما يصنعه الانقلابيون الحوثيون في صنعاء من أوهام انتصارات لعناصرهم المغرر بهم، فيما هم يساقون الى الموت بالمئات، وتمتلئ الشعاب والجبال بجثثهم المتروكة في معظمها لاعتبارات تمييزية عنصرية، بما ان هؤلاء القتلى ليسوا من فصيلة " القناديل".

في اطراف مأرب، تقدم المليشيات الحوثية اليوم شاهدا عمليا على المقامرة والمغامرة التي اعتقدت قيادة المليشيا بنجاحها طوال السنوات الماضية من الحرب، غير أنهم على اطراف مأرب منذ اسابيع ينتحرون ويقدمون اطفال القبائل دون أبنائهم وذويهم قرابين لمغامرة ومقامرة لن تكون الا خاسرة وخاسرة فقط.

ولا يجد الابطال  في الجيش الوطني المسنود من المقاومة الوقت لتسجيل وتصوير مآثر الانتصارات المتحققة في ميدان المعركة، وحجم ما تلتهمه ماكينات بطولاتهم من قرابين هم في الحقيقة مغرر بهم، إنهم بالعشرات يتكدسون في ضيافة الموت الزؤام، ومع ذلك فإن هذا لا يعني زعيم وقيادات المليشيا في شيء..إنها المغامرة والمقامرة التي لا يراد لفصولها ان تنتهي!

والمؤسف ان لا تجد هذه الانتصارات حقها من الاهتمام الذي يرقى الى مستوياتها، سواء  في الاعلام الرسمي للحكومة، او اعلام التحالف، او الاعلام الرديف لها. ويسهل جدا ملاحظة التغطية المتواضعة لكل هذه الانتصارات، في القنوات الاعلامية الرسمية فضلا عن بلاهة التشاغل بقضايا تشكل تفاهات في وسائل التواصل الاجتماعي، عن كل ما يحدث على طريق الانتصار لجمهورية اليمنيين ومشروعهم المستقبلي الابرز في "يمن اتحادي".

من المؤكد ان المليشيات الحوثية، قد استمرأت المغامرة والمقامرة، ويستحيل ان تضع لها بنفسها حدا أونهاية، عدا أن يتكفل اليمنييون الاحرار من كل ارجاء الوطن بقطع دابر هذه المقامرة، والحاق شر  هزيمة بها، من خلال المساندة المتعاظمة للجيش الوطني في معركته التي يخوضها في مرحلة حاسمة ومصيرية من تاريخ اليمن.

إنه لا وقت لاستعراضات التندر او رمي المسؤوليات تجاه اخطاء بعينها؛ فالمعركة التي تبدو في ذروة الحسم وفي منتهي المفصلية تستدعي تأجيل التباينات والتناقضات، لهدف واحد ووحيد هو الانتصار في وجه مشروع الظلامية المحمول من الكهوف ويراد تقديمه بديلا لليمنيين ومشروعهم الكبير في الجمهورية واليمن الاتحادي، وهذا سيكون ممكنا بثبات مواقف الرجال الاحرار وسخاء المساندة والمؤازرة للجيش في مهماته التي ينجزها في جبهات كثيرة.. ابرزها جبهة مأرب والجوف ونهم والبيضاء وصعدة.
سيتجاوز اليمنيون تبايناتهم، هذا بالمؤكد، ولكن لن يكون لهم ذلك قبل ان ينجزون هدفهم النهائي والأخير في اسقاط ودحر الانقلاب والاحلام الإمامية ومشروع الاستعباد باستدعاءت دينية ومذهبية .

واذا كان لايزال في وسع اليمنييون الان والان فقط، فعل شيء للانتصار في وجه مشروع لا يؤمن بحقهم في الحياة، فإنه قد لا يكون بوسعهم شيئا غدا، لأنهم أضاعوا فرص انتصارهم لوجودهم وتاريخهم ومشروعهم في استعادة الدولة المنهوبة والمغتصبة على أيدي الماضويون من سدنة حوزات "قم" في إيران.