الجمعة - 08 مايو 2020 - الساعة 04:00 ص
من وجهة نظر البعض، بمافيهم محسوبون اعتباطا على الشرعية، فإن الانتصارات الاخيرة المتحققة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في معركته المستمرة ضد مليشيات الحوثي، في البيضاء على الاقل، خلال الايام الماضية، ليست جديرة بالالتفات اليها او مواكبتها او حتى الاحتفاء بها.
لكن، من وجهة النظر نفسها، سيكون من الجدير وضع الجيش الوطني والمقاومة "نصعا" سهلا ومتاحا، في حال كانت الخسارة حليفه في جبهة ما .
ولا احد من كل أولئك الذين اغدقوا على الجيش الوطني والمقاومة بالتجريح والذم والاتهامات حد الخيانة، في معركة نهم والجوف كأقرب تمثيل، حاول ولو لمجرد الإشارة الى ما يتحقق على يد الجيش والمقاومة في جبهة البيضاء من انتصارات كبيرة، لابد أنها وبمؤازرة قبلية من كل القبائل في البيضاء، سترغم الأذرع الإيرانية في اليمن، على الخروج من هذه المحافظة الاستراتيجية "جغرافيا" بتوسطها الخارطة اليمنية، وتجاورها مع اربع محافظات، فضلا عن اهمية الدور المتوقع من قبائلها في حسم المعركة لصالح المشروع الوطني والدولة الاتحادية.
ان المعركة مع المليشيات الحوثية، لم تتوقف، ولن تتوقف مادامت هناك إرادة يقف خلفها شجعان وابطال، يدركون معنى مجابهة المشروع السلالي والكهنوتي.
وليس من الانصاف، ان ينصرف البعض عن مواكبة مواقف البسالة والتقدم المحرز في جبهات كثيرة تتكبد فيها المليشيات الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد.
كما لا يبدو عادلا، إغماط الإشارة الى ان هذه المعارك المستمرة في مأرب والبيضاء والضالع، والحديدة ، وغير ذلك من الجبهات، ضد جحافل الكهنوت، ويشرف عليها وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي، ومعه رئيس هيئة الأركان، وتجري أحداثها بإشراف ومتابعة حثيثة من رئيس الجمهورية، ونائبه، كما أن مجرياتها ليست بمعزل عن التنسيق مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
بالضرورة، في هذا الحيز، التأكيد على الخدمات الكبيرة التي تم تقديمها، ولاتزال تُقدم، من وراء حملات ظالمة وتعسفية يشكل الجيش الوطني والمقاومة هدفا لها منذ وقت مبكر من الحرب.
وقليلون جدا، هم من ادركوا ولا يزالون يدركون المقاصد الخطيرة من كل هذا الاستهداف، سواء كان نابعا عن حرص او عن قصدية وسبق ترصد.
انهم لا يرون في هذا الاستهداف، ما ينتقص من القوة التي يمثلها هذا القطاع المهم فحسب، وانما يرون أن ذلك اضعافا لأحدى ترسانات حماية الهوية اليمنية التي يراد لها أن تموت وتندحر لصالح هوية طائفية مقيتة.
ومن هذه المنطلقات تأتي إرادة استمرار المعركة مع المليشيات الحوثية السلالية، وانه ما من سبيل لردع هذه المليشيات ودحر طموحاتها في التوسع والتمدد وفرض مشروعها المسنود بقوة السلاح، الا باعتماد الحسم عسكريا لاسترداد الدولة المخطوفة واعادة فئران الانقلاب الطائفي الى جحور كهوفهم .