كتابات وآراء


الإثنين - 30 نوفمبر 2020 - الساعة 10:46 ص

كُتب بواسطة : علي صالح الشرفي - ارشيف الكاتب


يزخر التاريخ بمواقف رست على مرافئها جذوة النضال ، وتركت بصمات راسخة على جدار الزمن ، ووجدان الشعب ، تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل ، كجزء أصيل في الثقافة الوطنية الجمعية لشعبنا ، في صيرورتها الممتدة من الماضي إلى الحاضر لكي تصمم أساساً صلباً لصنع مستقبل مشرق خالي من الأزمات والحروب ، اليوم تغدو مآثر الأباء وبطولاتهم ينبوعاً ثرياً ينهل منه الأبناء والأحفاد الهمة والعزيمة والصبر، على صنع محطات مضيئة جديدة ، ولعل دحر الإستعمار البريطاني البغيض عن أرضنا وتحقيق الإستقلال الناجز ، في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م يعد أحد أبرز مفاخر الشعب اليمني العظيم الذي يستلهم من دروس ذكرى الجلاء معانيه البطولية والفدائية دفاعاً عن الوطن والحرية .

يحتفل شعبنا بعيد ذكرى الإستقلال لهذه السنة، وهو يعيش أحلك الظروف ، ويواجه أنواع شتى من الحروب والحصار والسياسة الفجة ، التي تقصم كاهل إنسانيته وطموحه المشروع البسيط ، وهو البحث عن وطن يسوده الأمن والأمان والعيش بسلام..  اليوم تحل علينا إحتفالات ذكرى الاستقلال المجيد ، وماتزال جماجم الشهداء تذهب تباعاً لترقد في الثراء والخلود في جنات النعيم بإذن الله ، جراء العدوان المتربص بإرادة شعبنا وقضيته العادلة ، فقد تبين مع الوقت أن الفكرة الوطنية لدى التائهين في سراب العبث قد شاخت وفقدت بريقها وتواصلها الحي مع أفكار الاحرار التي استطاعت أن تقيمها وتتصدى لها عندما شنت الحرب بعقدة هستيرية طائفية غاشمة ، زادت من غضب الطابع الشعبي والثوري وتولدت لدى شعبنا القدرة الفائقة المعززة بالصفات الوطنية الصلبة في نسختها الأصلية المعنية بثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة التي كانت أكثر حرصا وإيمان بالوطن وقضيته وأكثر فهما لها، عندما تصدت لاقوى وأعتى استعمار عرفه التاريخ والبشرية .
في يوم الإستقلال المجيد الذي يصادف ال 30 من نوفمبر نعلي الهامات ونشرف الرؤوس بإلباسها تاج العزة والكرامة ونبعث في النفس أرقى وأجمل مشاعر الكبرياء ونسطر على أرضنا الجنوبية الطاهرة ، عبارات الفداء التي صنع مجدها الاستقلال الوطني المجيد ، الإستقلال أروع حكاية وأسمى هدف وإنموذجا للنجاح والتميز برغم شح الموارد وقلة الإمكانيات وضيق مساحته ، إلا أن الإستثمار الحقيقي كان بإلانسان اليمني الثائر المؤمن الواعي صاحب الإرادة الصلبة ، والمستوى العال من الشجاعة والإقدام وبفضل الله ومنة منه نال جنوب الوطن استقلاله بمثل هذا اليوم الأغر.
في ذكرى الاستقلال نقبل تراب الأرض الجنوبية بذكراه ، هنيئاً لنا يا وطني وهنيئا لك بأبنائك أصحاب الهمم والهامات العالية ، التي ما إنحنت إلا لبارئها وما وهنت وما ذلت لأي حادثة ألمت بها ففي، الاستقلال علي البنيان وإرتفع حتى طاول السماء وكان بحجم همة أبناء الوطن وعزمهم .

يوم الاستقلال " الثلاثين من نوفمبر من العام 1967م "بزغت شمس الحرية واشرقت أنوار الحياة .. فحق لنا أن نفرح ونحتفل في هذا اليوم الوضاء البهي الذي أنار بذلك الكون كله .

ومهما أوتيت من فصاحة في الكلام والقول فلن أفي وطني حقه من التكريم وستظل كلماتي قاصرة عن ذكر ما للإستقلال من محاسن ومآثر ويبقى الدعاء لله تعالى أن يسكن شهدائنا الأحرار الأوائل والشهداء الذين لحقوهم وعلى دربهم نالوا الشهادة يسكنهم ربنا فسيح الجنة وأن يحفظ الله وطننا شعباً وقيادةً وتراباً.. وليبقه واحة الأمن والأمان وموئل الأحرار وراعي الحضارات والمدنية وصاحب السيادة والقانون ...
والله المستعان !!

* وكيل وزارة الصناعة والتجارة