كتابات وآراء


الأربعاء - 30 سبتمبر 2020 - الساعة 10:03 ص

كُتب بواسطة : نسيم البعيثي - ارشيف الكاتب


فحين قامت ثورة فبراير عام 2011 ، كان هناك من المؤتمريين من أيدوا تلك الثورة ، ووقفوا في صف الشعب إيماناً منهم بمبادئ واهداف الجمهورية ، التي من اهمها ضرورة إختيار الشعب لمن يحكمه ، وتغيير الحاكم في كل فترة زمنية حسب مانصت عليه مواد الدستور الجمهوري .

فأعلن الكثير من المؤتمريين الشرفاء الذين يفقهون الهدف من التعددية الحزبية ويحترمون إرادة وحق الشعب في اختيار حاكمهم تأييدهم لمطالبة الشعب بتغيير الرئيس الراحل علي صالح ، رغم تزعمه لحزب المؤتمر الذي ينتمون إليه .

وحين انقلبت جماعة الحوثي على حكومة صنعاء الشرعية في عام 2014 بمساعدة ومساندة الرئيس صالح الذي اطاحت به ثورة 2011 تلك ، وقف ضد ذلك الانقلاب الكثير من القيادات المؤتمرية ، بل منهم قيادات عسكرية بارزة ، وقفت بقوة وصلابة ضد ذلك الإنقلاب الحوثي ، وساهمت بشكل أساسي ومباشر في قمع هذه المليشيا الإنقلابية ومنع اتساع رقعة سيطرتها على باقي محافظات الجمهورية ، أمثال الفريق الركن / محمد المقدشي ، ذلك القائد الذي رفض الإنقلاب الحوثي متحملاً في سبيل الدفاع عن الجمهورية كل الصعاب ، ومتكبداً الكثير من الخسائر التي حاولت المليشيا الحوثية أن تنتقم بها منه ، نتيجة موقفه الرافض والمعادي لذلك الانقلاب .
فهجر من محافظته وتعرض منزله للتفجير ، وشردت عائلته ، ولكنه ضل صامداً صمود جبال اليمن الشامخة أمام الأعاصير العاتية ، وعمل جاهداً من اجل الحفاظ على الجمهورية ، ودافع عنها دفاع الأبطال .

فسخر ذلك الأسد السبتمبري حكمته القيادية وخبرته العسكرية في تأسيس جيش وطني حر يؤمن بواجبه العسكري ، ويحترم سيادة الدستور ، ويحمل على عاتقه واجب حماية الوطن وحقوق الشعب ، فقارع الميليشيا الحوثية في كثير من المحافظات ، وكبدها الخسائر الفادحة ، وطهر منها الكثير من المناطق التي كانت قد تمركزت فيها من بداية الانقلاب .

إنه معالي وزير الدفاع ، ذلك العسكري الذي لم يكتفي بشرف تأسيس الجيش الوطني ودعمه فحسب ، بل شارك كواحد من أفراد ذلك الجيش في جبهات القتال ، حاملاً بندقيته في يده ، وحب الوطن في صدره ، متحملاً في سبيل إيمانه بقضيته الوطنية لهيب رمال الصحاري ، ووعورة الجبال ، في مجابهة العدو المليشاوي الذي يحاول أن يدنس وطننا الطاهر برجس الإمامة التي أرادت أن تعود للحكم بصورتها الجديدة .

كان بإمكانه أن يضل في أحسن الفنادق كزملائه ، ولكنه فضل حر الشمس في وطنه على تبريد المكيفات في فنادق الخليج ، واللقمة الجافة على الأكلات الدسمة ، والبزة العسكرية المتعبة على الملابس المريحة ، مؤمناً بأن الوطن يستحق كل هذا الحب وكل هذه التضحيات .

وثورة سبتمبر التي ضحى فيها اجداده بدمائهم تستحق أن تكون خالدة بحفاظ الابناء على نتاج تضحية الاباء فيها ، لهذا حرص المقدشي على بناء جيش وطني قوي ، مستعداً أن يمثل امتداداً مستمراً لثورتي سبتمبر واكتوبر الخالدتين ، من أهم اهدافه الحفاظ على مخرجات تلكما الثورتين ونتاجهما من الكرامة والحرية والمواطنة المتساوية لأبناء الشعب اليمني الحر وتحقيق استمرارية رفض الذل والعبودية من كل من تسول له نفسه المساس بكرامة وعزة اليمنيين .